Tuesday, June 16, 2020

إعادة تأهيل قطاع التراث في ليبيا

إعادة تأهيل قطاع التراث في ليبيا
د. حافظ الولدة
    كما لا يخفى على الجميع أن قطاع التراث الثقافي و الطبيعي في ليبيا بحكم تنوعه و إختلافه تتولاه عدة جهات إعتبارية تأتي في مقدمتها المؤسسات التالية:
  • مصلحة الآثار.
  • جهاز حماية المدن التاريخية.
  • المركز الوطني للتوثيق ( مركز جهاد الليبيين سابقاً).
  • مركز المأثورات الشعبية .
  • البيئة.
   ناهيك عن العديد من المؤسسات العلمية و الادارية الاخرى مثل البيئة و السياحة و بعض الاقسام ذات العلاقة بالجامعات و  غيرها من المؤسسات و الجمعيات الأهلية التي تعني بجمع و حفظ التراث الأدبي و الصناعي و الاقتصادي.
      و بالنظر لما يمثله هذا التراث الثقافي و الطبيعي من أهمية بإعتباره أمانة ينبغي المحافظة عليها و حفظها من الزوال خصوصاً و أنه يواجه أخطار داهمة تتمثل في التوسع العمراني و عدم الوعي به و الإهمال و العولمة و إجتياح ثقافة العصر الحديث لكل مناحي الحياة قد تؤدي إذا لم نتصدى لكل هذا بخطط علمية مدروسة إلى زوال ذلك التراث و إلى الأبد و لا يتأتى أمر الحفاظ على هذا الموروث إلا يإستحداث كيان موحد يمكن أن نطلق عليه ( المؤسسة الوطنية للتراث ( - اللجنة العليا للتراث ألمستدام تنضوي تحته جميع المؤسسات القائمة حالياً على إدارة و الاشراف على التراث بجميع تنوعاته. 
   إن جميع المؤسسات الحالية المشرفة على هذا التراث تعمل بدون تنسيق و دون خطة موحدة و بطرق عشوائية متخبطة لا تنتهي إلى نتائج ذات جدوى على الاطلاق بل نجد في كثير من الاحيان تتعارض و تتضارب انشطتها مع بعضها البعض الأمر الذي يأتي سلباً على تراث هذا البلد و يفوت علينا فرص يمكن إغتنامها من أجل حفظ و صيانة هذا التراث و العمل على تسجيله في قوائم التراث العالمي .
    إن تراث هذا البلد المتمثل في كم هائل من الآثار يتتابع من عصور ماقبل التاريخ السحيقة و حتى العصور الحديثة و إرث موسيقي و أدبي مكتوب و شفهي من قصص و أشعار و أدب و أمثال تجسد تجارب شعب عاش على مر العصور في بيئات مختلفة ساحلية و جبلية و صحرواية و تمازج و تصاهر مع ما جاوره من شعوب عربياً و افريقياً و متوسطياً زد على ذلك التراث الطبيعي المتمثل في مناطق مثل الجبل الاخضر و الجبل الغربي و واو الناموس و قبر عون و جبل العوينات و عديد من الواحات الفريدة مثل واحة بزيمة و منطقة الحماده و سهل مزده و وديان ورفلة وسرت الخ......حري لأن يكون لهذا التراث المتنوع  كيان قوي يحفظه و يعتني به و يقدمه ذخراً و تراثاً انسانياً على الصعيدين المحلي و الدولي.
    لقد أصبح العالم  اليوم يضم عدة منظمات و مؤسسات و جمعيات تعني بالتراث العالمي الانساني ناهيك عن وجود العديد من الاتفاقيات و المعاهدات التي تتعلق بالتراث موقعة ليبيا على معظمها و لا يمكن الالتزام بتلك المعاهات و الاتفاقيات و التواصل مع تلك المؤسسات و المنظمات بشكل ذي جدوى إلا بإيجاد كما تقدم كيان إداري علمي موحد يضم كل المؤسسات التي تعني بالتراث الثقافي و الطبيعي في ليبيا يكون من مهامها الآتي : 
  • الحفاظ على التراث والعمل على التوعية العامة بقيمته.  بإعتبار أن الوعي أداة للحافظ مع التركيز على إشراك أطراف ثالثة في حفظ  وتسجل وتوثيق التراث المادي وغير المادي. و هذا الإجراء يضم أيضاً القيام بدراسات  وتحديث سجلات وجعل الوصول إلى ما يتم حفظه من ألمواد المكتوبة والمسموعة والمرئية و الفوتوغرافية أمراً ميسراً.
  • تقييم الاساليب القانونية ذات الصلة بحماية التراث في ضوء عملية الإصلاح ألدستوري وتحديد ألثغرات و العمل على توسيع نطاق الاهتمام بالتراث ليشمل فئات أخرى من التراث مثل المدن و المباني التاريخية  والتراث الطبيعي الذي يشمل المناظر الطبيعية  بدلاً من التركيز على الاثار كما هو الآن.
  • الحفاظ على التراث وتعزيز وتنفيذ التشريعات القائمة بكفاءة ليبية بشأن حماية التراث من أجل توفير حماية أفضل للمواقع ومكافحة الاتجار غير المشروع لتلك الممتلكات التي أزيلت من المتاحف والمكتبات والمواقع الأثرية والمباني التاريخية.
  • دعم دور التراث الثقافي كجزء من الهوية الوطنيه في الحياة اليوميه و التطلع للمستقيل وتثمين أهمية القيم الثقافية والمعرفة التي تراكمت خلال قرون
  • متابعة الاتفاقيات التي وقعتها والتزمت بها  ليبيا مع  منظمة التربية والعلوم والثقافة اليونسكو برامج حماية التراث الثقافي وتطويرها في ليبيا.
  • ترويج  لأهمية التراث  في التنمية  و في صنع اقتصاد في الحاضر للمستقبل. والمقصود هنا التنمية باعتبارها عملية التغيير لتحسين نوعية ألحياة وتشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية. 
  • تحديد وإجراء تدريبات على حالات الطوارئ في المناطق الرئيسية .
  • الاستمرار على نطاق واسع في تحديث قوائم جرد الممتلكات الثقافية المنقولة وغير المنقولة .
  • التعاون مع المؤسسات  العلمية  الدولية  في المبادرات ألبحثية من تأمين وتقييم ألمواقع  و وضع تقييما لظروف ألمواقع وإنتاج الخرائط والوثائق و قوائم ألجرد وتوفير فرص التدريب وبصفة عامة إلى المساهمة في تعزيز قدرة الإدارة الليبية.
  • التعاون  مع وزارة السياحة و غيرها من الجهات ذات العلاقة لتطوير السياحة الثقافية الطبيعية  بوصفها عنصرا أساسيا للاقتصاد البديل.
  • العمل علي  وضع برنامج لخلق محميات للتراث الطبيعي.

    فيما يخص الهيكلية يمكن إسناد هذه المهمة إلىخبراء إداريين ليقوموا بوضع هيكلية إدارية محكمة لهذا الكيان تضم جميع المؤسسات القائمة على التراث حالياً في البلاد توضح التوصيف الاداري لوظائفها و تشريعاتها الفنية و الادارية و المالية بالصورة التي تضمن كفأة الاداء.   

No comments:

Post a Comment